الأربعاء، 11 أغسطس 2010

(( التسامح ))


(( التسامح ))

ضمن سلسلة مواضيع (( لعل وعسى ))



خالد : الله يهديك يا مشعل كبرت السالفة ,, الموضوع ما يستاهل كل هالزعل منك على سالم ,, عشان نقاش تافه صار بينك وبينه خلاص كرهته وما عاد لك نفس تشوفه ,, والله ما تسوى على سالم أنه اختلف معاك بالنقاش وأصر على رأيه .

مشعل : الموضوع يستاهل ,, أنت ما شفته كيف أصر على موقفه ورفض يأخذ ويعطي معاي وخلى الشباب يضحكون علي ويحسون بأني غبي وما عندي سالفة ,, والله ما انسى له هالحركه مهما صار .

خالد : يا مشعل تعوذ من أبليس ,, والله اشوف أن سالم ما غلط عليك ولا حاول يحرجك قدام الشباب ,, والدليل أنه طلب مني أكلمك عشان تتصالحون ,, وهو مستعد يجيك لحد عندك ويحب رأسك وتتسامحون ,,

مشعل : يوووه ,, هذا سالم ما يفهم ,, ما كفاه السب اللي جاه مني على الجوال لما اتصل فيني امس وحاول يرجع العلاقه بيني وبينه ,, هذا سالم ما يفهم ,, قلت له مليون مره ما أبي أتصالح معاه وأنا مستغني عن صداقة امثاله .

خالد : الله يهديك يا مشعل ,, أنا سويت اللي علي والله شاهد ,, ولكن لا تنسى يا خالد أن الدنيا هذي ما تسوى ويمكن راح يجي اليوم اللي تعض فيه اصابع الندم على أصرارك وعنادك هذا .

مشعل : خلاص يا خالد غير الموضوع لأنك ضيقت صدري ,, مسألة أسامح سالم هذي من ضمن الامور المستحيله .


بعد مرور أسبوع على الحوار الذي دار بالأعلى ,, كان مشعل يرقد في منزله ,, رن الهاتف المحمول الخاص بمشعل بشكل أزعج مشعل وأيقظه من نومه ,, كان المتصل هو صديقه المفجوع خالد والذي قال له :

(( الحق يا مشعل ,, صديقنا سالم صار له حادث شنيع والحين هو بالعناية المركزه ))

جن جنون مشعل ذلك المساء ,, تناول مفتاح السيارة على عجاله ,, وهب مسرعاُ بأتجاه المستشفى الذي يتواجد فيه صديقه السابق سالم يصارع الموت .

كان مشعل يبكي ندماُ وقهراُ ذلك المساء ,, كانت عدد الدموع التي تسقط من عينيه اكثر من عدد الأمطار التي كانت تسقط من السماء ذلك الوقت ,, والتي لها دور كبير على ما يبدو في حادث سالم الشنيع .

كان حائر ,, كان تائه ,, كان نادم ,, وكان كثير الدعاء بأن لا يفارق صديقه سالم هذه الدنيا وهو على خلاف معه .

قال في نفسه تاره (( ياليتني سامحتك يا سالم ,, الله يستر لا تشوفك عيني وأنت ما تقوى الكلام وما تقوى السماح ,, يا رب أنك تعيش لو بس ساعات تسامحني فيها ,, نسيت عشرتي وصداقة سنين بيني وبينك في لحظة زعل ولحظة عناد ,, ياليت ما جرى اللي جرى ولا كان اللي كان ))

وقال في نفسه تارة اخرى (( الله يلعن الشيطان ,, الله يلعن الشيطان )) كان يقول هذه الجمله عندما يتذكر رفضه لتوسلات صديقه سالم على الهاتف المحمول بأن يصفح عنه ويعفو عنه ولكن كان يقابل تلك التوسلات بالسب والشتم والرفض الأكيد الذي ليس فيه خط رجعه .

ما هي الا دقائق مرت كأنها ساعات على مشعل حتى وصل للمستشفى ,, جرى بنفس السرعه التي تجري بها الدموع على خديه بأتجاه مدخل المستشفى ,, بعد دخوله وجد صديقه خالد يفترش احد الممرات في ذلك المستشفى ويبكي بحرقة ,, أقترب منه وكأنه عرف سبب بكاء صديقه خالد ,, سأله عن صديقه العزيز سالم اذا ما كان قد فارق الحياه ,, فجاءه الرد صامتاً من خالد وذلك بعد ما اومى براسه بنعم في غمرة بكاءه .

صدم مشعل لما حدث ,, وافترش الأرض بجانب صديقه خالد ووضع يده على رأسه غير مصدق لما يحدث ,, تمنى أن يعود الزمن ساعات للوراء ,, وتمنى لو أنه لم يقسوا على سالم بالكلام الجارح ,, وتمنى لو أن سالم غادر هذه الحياه وهو راض عنه ,, وتمنى وتمنى ولكن ما فائدة تلك التمنيات والأمنيات بعد فوات الأوان .



قطع حبل تكفيره و أندهاشه تلك اليد التي أمتدت نحو جسده تحاول ايقاظه من سباته ,, وكان صاحب تلك اليد هو والده والذي أخبره بأنه تأخر في النوم وقد لا يلحق بمحاضرته الأولى في الجامعه ذاك الصباح .

فاق من سباته ووقف أمام والده كالمجنون ,, حدق في محيا والده غير مصدق لما يرى ويقول : (( أنا كنت احلم ,, سالم ما مات ؟؟ سالم مامات !! ))


ما هي الا لحظات حتى غادر تلك الغرفه وذلك المنزل وذلك الحي بأتجاه حي ومنزل صديقه سالم لكي يلحق على صديقه ويعتذر منه قبل أن يفوت الاوان .




(( لعل وعسى ))

لعل وعسى أن يتعض البعض من هذه القصه فلطالما حدث الكثير والكثير منها ,, كم أصدقاء وأخوه أبعدتهم الدنيا عن بعضهم وهم يحملون على بعضهم البعض عتب وزعل ,, ولطالما تمنوا لو تعود الأيام والسنين ليصلحوا ما فات ولكن هيهات هيهات .

عندما يخطئ صديقاً أو قريباً لنا ويعتذر عن خطأه ,, فمن الواجب علينا أن نكسب ذلك الأعتذار ,, لأن الدنيا لا تستحق أن نحمل العتب والكره في قلوبنا الى ما لا نهاية .

لندع هذا الشهر الفضيل فرصة لنا في إعادة علاقاتنا مع الأشخاص الذين يوجد بيننا وبينهم خلاف وتذكروا قوله عز وجل

(( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ))

وقال تعالى أيضاً (( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ))


التسامح هو أن تكون مفتوح القلب ،وأن لاتشعر بالغضب والمشاعر السلبيه من الشخص الذي
أمامك، التسامح هو الشعور بالسلام الداخلي ،
التسامح أن تعلم أن البشر خطاؤون ولا بأس بخطئهم .

التسامح في الحقيقة جنة قلبية من لم يدخلها سجن في نار الحقد والكره
وما اجمل الحياة حين يكون التسامح الغلاف الخارجي الذي يزينها كما النجوم زينة في السماء
وما اجمل الحياة حين يكون التسامح جوهرها العميق من الداخلي فتحف بقلب زاخر بالعطاء
التسامح قيمة طيبة عالية بغير التسامح تتكدر الحياة
اللهم ارزقناه وادمه علينا حتى تصفو الحياة

أتمنى أن تكون قد وصلت رسالتي الأولى في سلسلتي الجديدة .



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



قصيدة اليوم
نزعل .. ونتكبّــر .. وحنا .. من الطيـــن ..
والكل .. منا ... صــــدّ .... لا .. أقبل ...... خويّــه ...
نفخر .. نقول .. إنا .. على الصد .. قاوين ..
وهــــي .. علينا ... في الحقيقـــــة ........ قــــويه ...
نشفق على الطيبة .. و كسب ... الكريمين ..
وهذي بنا ..؟؟ .. لاشك .... فعــــلة .... رديـــــــــه ..
ننسى نهايتنا .. وعلى .. وين .. ماشيــــن ..
وننسى الزمان ... اللي ... جمعنا ...... ســـــــويه ..
المشكلة .. ماهي بـ حاجة .... لــ تخمين ....
ولاهي .. بعد .. ياناس .... صعبـــــة .... القضيـــه ...
دق الرقم : كيفك .. هلا فيك ... وأهليــن ...
أنــا .. الخـــوي ... اللـي مـــــزعّــل .... خويــــه ....
قلّه : تغيب ... وصـــورتك .. داخل العين ..
ويبقــى لـ حبك ... في خفـــوقي .... بقيـــــــــــــــه ..
أخوان حنا ... لو ... يجي بيننا .. شيــن ...
و مانفتـــــــــــرق .. دام المحبـــــــة ..... نديــــه ....
خلك قــوي ... لاتحتــــكرك .. الشياطين ....
قبل الفوات ... وقبل .... وقت ... المنيــــــــــــــــه ..
كلّم خويــك .. بـــ اطيب الهرج ... واللين ...
وأعرف .. جميل الهرج ... يمســــح ... رديـــــــه ..
هذي ... هي الدنيا .. من الحين .. لـ الحين ..
لابد ... بين الناس ..... تحصــــــل ..... خطيـــــــــه ..
ومن لايقدّر .. غلطــــة أحبابه ..... الحيــن ..
يقـــــرأ .. حـــــروفي ... ويعتبرها ......... هــديه ...
باكر .. تمر .. سنين .. وسنين ... وسنيـــــن ..
والــــــكل .. يرحـــــــل في الدروب ..... المـــــديـه ..
صدقني .. تندم .. وأذكر .. حروفنا ... زين ...
تندم على خلك .. إذا .... غاب ........ ضيّـــــــــــــه ..
دنيا .. غريبــــة .. وأكثر .. الناس ... ماشين ..
وكم .. صــــاحبٍ ... والله .... دفنته .... بــ يديــــــه ..



صاحب هذه الصورة كاتب سعودي فمن هو ؟؟




موعدنا غداً بأذن الله
تقبل الله صيامكم وقيامكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق