الخميس، 12 أغسطس 2010

(( رفقاُ بهم ))


(( رفقاُ بهم ))


ضمن سلسلة مواضيع لعل وعسى ..



فكرة : (( أميرة الأحلام ))

صياغة : عقيل الرافع





على ضفاف كورنيش مدينة الخبر,, وفي ذلك الطقس الجميل على غير العادة في تلك المنطقة المعتادة على الأجواء الحارة والحارة جداُ ,, كانت تتواجد نجلاء و أمل على بعد بضعة أمتار من المكان الذي لم أسرهن .

كانتا تخططن للذهاب إلى العربة المختصه ببيع الأيس كريم والتي تبعد عن المكان الذي يتواجد فيه أسرهن ما يقارب ستين متراُ ,, وذلك لشراء الأيس كريم والمشي بعد ذلك بمحاذاة الشاطئ وتمضية بعض الدقائق في الاحاديث .

أخبرت أمل ابنة عمها سارة بأنها تود دعوة شقيقتها مريم لترافقهن في ما خططن له ,, أعطت نجلاء موافقتها على اقتراح ابنة عمها أمل ,, وأشارت لـ أمل بأن يذهبا لأخبار مريم بصوت خفيف ودون أن تعلم أحد النساء الكبيرات بالسن عن أمرهن ومن ثم يفشل كل ما خططن للقيام به .

بالقرب من مريم كانت تتواجد نجلاء وبرفقتها ابنة عمها أمل ,, أخبرا مريم لمخططهن بالذهاب لشراء الايس كريم والمشي بالقرب من شاطئ البحر ,, وفي انتظار سماع موافقة مريم ,, كانت المفاجأة بأن صوت الموافقة أتى من ليلى الفتاة الغير مرغوب فيها وبشدة والسبب يعود لأنها (( من ذوي الاحتياجات الخاصة )) أو كما يطلق عليهم البعض (( معوقين )) .

ليلى تكون بالواقع هي عمة البنات الثلاث ,, وكانت تكبر نجلاء وأمل بأربعة سنين وتكبر مريم بخمسة سنوات ,, ولكنها كانت تملك عقلاُ بنفس عقل الأطفال الذين لم تتخطى أعمارهم العشر سنوات .

ما أن شاهدت نجلاء الابتسامة تعلو محيا ليلى السعيدة حتى قالت والغضب يمتلكها (( ما بقى إلا أنتي تروحين معانا ,, محنا ناقصات إزعاج وفضايح ,, أقول انثبري هنا ولا اسمع انك علمتي احد إننا رايحات نشتري ايس كريم ))

ردت عليها ليلى بكل برائه وانكسار (( ليه طيب ,, وش سويت ,, خذوني معاكم وما راح أسوي إزعاج ))

أتاها الجواب ليس من نجلاء ولكن من أمل هذه المره عندما قالت والاستحقار بليلى يكسو محياها (( أقول أنطمي ,, ما فيه روحه يعني ما فيه روحه ,, ما بقى إلا أنتي يا المهبوله تروحين معانا ,, يا لله يا مريم مشينا ))

حزن وانكسار وبراءة ,, كل تلك التعبيرات ارتسمت على محيا ليلى ,, قابلتها نظرات استحقار من بنات إخوتها تجاهها وتجاه محياها المشوه قليلاً .

ولأن ليس كل الأشخاص سواسية بالتفكير والتعامل ,, جاء الرد منصفاًُ من أصغر الفتيات مريم والتي قالت ((احترموا نفسكم يا بنات ,, هذي اللي تتكلمون عنها وتضحكون عليها تصير عمتكم ,, وأنا ماني رايحه معاكم أذا ما وافقتوا أنها تروح معانا ))

كان رد نجلاء على ما قالته مريم (( أجل بروح أنا وأختك لحالنا ,, وأنتي خلك مع عمتك المعوقة ))

لم تحزن مريم أكثر من سماع تلك الكلمات الجارحة إلا عندما رأت ليلى تبكي بصمت ,, وعند سؤالها عن سبب بكائها أجابت ليلى (( مدري ليه ما يحبوني مع إني أحبهم ,, صح هم ما أخذوك معاهم لأنك تبيني أروح معاهم ؟؟ ))

كان رد مريم على تلك الكلمات رد عقلاني رغم إن سنها لم يتجاوز السبعة عشر عاماُ عندما قالت (( لا ,, هم يحبونك وكلنا نحبك ,, هم بس ما كانوا يبون تروحين معانا عشان أنتي اكبر مننا بالعمر ,, ولا يهمك الحين نروح إنا وأنتي للسيارة اللي تبيع ايس كريم ونشتري ايس كريم مثلهم ))

ثم قامت با ألباس ليلى العباءة والإمساك بيدها والاتجاه نحو تلك العربة المختصة ببيع الأيس كريم والتي تقع بالقرب منهم .

على طريق العربه التي تبيع الايس كريم ,, كانت ليلى في قمة سعادتها ,, آه ما أجمل تلك الأبتسامه على قلب الأنسانه مريم والتي سعدت كثيراُ لسعادة عمتها ليلى .



(( لعل وعسى ))

ليس ذنب ليلى أن خلقت كما خلقت عليه ,, ولكن الذنب وكل اللوم يقع على من يعامل أمثال ليلى معاملة جافه وقاسية وخاليه من الرحمة .

كم يحتاج الكثير من أفراد مجتمعنا أن يعلم بأن أمثال ليلى لا يفقهون شيئاً ولا يملكون الإداراك والفهم الكافي حتى يقوموا بمعاقبتهم وأسماعهم عبارات قاسيه وغير إنسانيه .

في أحايين كثيرة يصيبني الغثيان عندما أرى رجلاُ كبيراُ يقوم بالاستهزاء أو استحقار أبنه المولود بعيب خلقي ,, وكأن هذا الأبن ليس أبنة ,, وأعتقد أنه في مجتمعنا يوجد العديد من الأشخاص الذين بحاجة لتعلم كيفية معاملة منهم أمثال ليلى .

رفقاُ بهم ,, لعل وعسى يكونوا سبباُ في دخولكم الجنة .








قصيدة اليوم


خبرتوا حدن يبكي على واحد يبكيه

وخبرتو حدن مسجون مايبغي أفراجه

أحبه ولا أبغضته على شيً يسويه

ولازالت رقاب الرجاء فيه منعاجه

عسى منزلن ضمه حقوق الوسم تسقيه

وتضحك له الدنيا وهو يضحك أحجاجه

فقد خاطري شيً من الضيقه مسليه

غدة روحي من الناس والليل هجاجه

أروح لمكان خابره , خابره يأتيه

أسوق القدم صوبه وهي مالها حاجه

مكان نزهيه وأول ماوجهي له فيه

وأنا خابرن مارجل مثله بدواجه

لعل وعسى ماحدني للمجي يدعيه

وأشوفه وأنا ماودي أسبب أحراجه

يحب الجريح أخر دروب اللقاء ويجيه

وتحب القدم جيت مكان أول ماواجه

القصيدة للشاعر محمد بن فطيس







صاحب صورة الأمس هو :



الكاتب السعودي نجيب الزامل


الذي أستطاع معرفة صاحب الصورة هو (( سلطان الرويلي ))




,, من أبرز مقالات الكاتب الكبير نجيب الزامل :



هل أطفالـُنا في بيوتِنا آمنون؟!


نجيب الزامل

* أهلاً بكم في ''مقتطفات الجمعة'' رقم354.

***

* حافز الجمعة: من رسالةٍ أذهلتني: ''اسمي ''شذى'' - غيرتُ الاسمَ - أمنيتي أن تكون كلماتي هذه هي ''حافز الجمعة''، لا أدري إن كانتْ حافزاً أم لا، ولكن من قرارةِ قلبي أراها حافزاً بصورةٍ ما: ''كان أبي يدخلُ البيتَ ومن عينيه تتطاير الشياطينُ، يصرخ باسمي فأهربُ طالبةً الملاذ وراء أمي.. ثم يتطاير الدمُ على وجهي، وأعرف أن أمّي فـُلِقَ رأسُها وأُبعِدَتْ، وفجأة أسمعُ دويَّ مدفعٍ في أذني وإذا الظلامُ يحيط بي، والظلامُ أحمر.. بل دمٌ قانٍ يغطي بصَري، ويدُ أبي تهوي كمطرقةٍ مرة ثانية، وثالثة، ورابعة.. ثم أطيرُ في الهواءِ.. ولا يبقَ عظمٌ في جسَدي في موضعِهِ كما كان. كان عمري خمسة أعوام. ولم أعدْ أسمعُ صوتَ أبي الغاضب من عشرين عاما، كانت تلك الضرباتُ كافيةً لتجعلني ''صمّاء'' طيلة حياتي، وفقدتُ عيني اليمنى.. ربما راحتْ تطاردُ الشياطين التي كانت تتطاير من عينيه. الآن أنا سعيدةٌ جدا، فهو عجوزٌ مريض، وأنا أسهرُ على رعايتهِ، عيناه تدمعان ماءً هذه المرّة ثم أمسحْهما وأضعهما على أذني.. وكأني أسمع الدموعَ تخاطبني وتقول: سامحيني!''

***

* قضية الأسبوع: لم يعدْ كافياً أن يكون القاصرون والقاصرات في بيوتهم وبين أهليهم ليكونوا آمنين، هذا ما تقوله الباحثة الاجتماعية الدكتورة ''نوف المطيري''، لأن العالمَ كله يدخل غرفَ القاصرين عبر شاشاتِ أجهزة الكمبيوتر.. وتقول: ''إن مواقعَ وغرفَ محادثة صارتْ ظاهرة القرن في الإجرام والتعدّي والتحرّش بالقاصرين، وإنها أصبحتْ تجارة رائجة سوداء تدرّ مئاتِ الملايين. وصحيح أن هذه الجرائمَ التي تتم في غرف المحادثةِ والمواقع الإباحية لتوها تذرّ بقرنها في مجتمعنا، فإن هذا يدفعنا لنكون جادين في المقاومةِ، وفي التنبيه ضد هذا السلوك المريع قبل أن يسْتـَشـْري. في العالم يموت مئاتُ القاصرين كل شهر باستدراجٍ من ضواري الإنترنت في المواقع وغرف المحادثة. وفي جريدة ''الرياض'' أخيرا تم نشر خبر قبض ''هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر'' على شبكةٍ محليةٍ من المتداولين بالمشاهد الإباحية والتحرش بالقاصرين بالإنترنت.. وتقرع الدكتورة ''المطيري'' الجرسَ داويا فوق رأس الأمّة نذيرا، وقامت بتشكيل مجموعة للتعريف بهذه الجرائم الجديدة، ونأمل أن تتحولَ هذه المجموعة إلى حملةٍ منظمةٍ، أو جمعية عمل تطوعي رسمية تعمل على الوقايةِ والحدّ من وحشٍ افتراضي إن تـُرك بلا قيدٍ فإنه سينهشُ في قلبِ الأمّة.

***

* وهذه رسالةٌ وصلتني بالإنجليزية، ووضعتـُها بالعربيةِ في أهم مقاطعها: ''دعني أقدم لك نفسي: أنا الدكتور ''كامل محمد عبد الوهاب سلامة''، أعملُ جرّاحا استشاريا في مستشفى أرامكو منذ ستةٍ وعشرين عاما، ولقد نُصِحْتُ بأن أكتبَ إليك عن موضوع يمنع عني النومَ قرير العين، بل يزرع الروْعَ والحزنَ في قلبي وقلوبِ زملائي من الأطباء الجراحين لِمَا نضطر إليه بالتعامل الجراحي اليومي مع المشاهد المريعة لضحايا حوادث الطرق. وبما أن أغلبيتهم من طلائع الأمة، فهي إذن حربٌ على مستوى الأمةِ كلها، وما زالت تأكل في هذه الأجساد الغضّة بشراهةٍ بلا حدّ! تعلم أن معظم طرقنا السريعة بُنيَتْ منذ أكثر من ثلاثين عاما، وجرتْ عليها عواملُ التقادم والاستهلاكِ والتردّي من أثرِ الاستخدام المتزايد الاستمرار، وبفعل الشاحنات الجوّابةِ بأحمالٍ فوق الوزن المصرَّح، والأدلـّةُ: جراحُ الطرقِ شاهدةً للعيان. ولحق هذا التهالكُ الجسورَ والمعابرَ بسبب العوامل ذاتها. وصدقني إنها مسألة وقتٍ قبل أن تتهاوى هذه الجسورُ والمعابرُ مسببةً خسائرَ فادحة. أحاول أن أتذكر ولو مرة عن فرَقٍ وإجراءاتِ صيانةٍ دوريةٍ لهذه الطرق والجسور فلا أستطيع، مما جعلني بالأمس أدخل موقع وزارة المواصلات الإلكتروني وأكتب كل ما يقلقني، وأتوقع ألا يأتيني تعقيبٌ.. ولن أجدَ سوى الهباء''.

***

* كتابُ الأسبوع: هذا كتابٌ سيجعل عضلاتـَك تشتدّ حتى تكاد أوتارُها تتقطع، وسترميه مراراً لأنك لا تريد إكمال بعض القصص المُفجِعة والتي حصلتْ واقعاً، كتابٌ سيكشفُ لك جرائمَ العصر الجديد: عصرُ العالم الافتراضي. وعنوان الكتاب:''مقاتلو الجرائم الافتراضيةCyper Crime Fighters'' والغلافُ تخترقه يدٌ شاحبةٌ مذعورةٌ وكأنها تزيحُ تربة ضريحٍ، وتحتها كُتِبَ العنوانُ الفرعي: ''قصصٌ من الخنادق Tales from the trenches''. سيأخذك مؤلفا الكتاب المتمرسان بمحاربة جرائم الإنترنت إلى عالمٍ آخر لم يُكشَف بعد، ويعرّفك على الحقائق وراء جرائم الإنترنت، والأسباب، والخفايا.. الجانبُ المضيءُ في الكتابِ أنه يخبرنا وبالتفصيل كيف نحمي أنفسَنا وأولادَنا من وحوش الإنترنت ومتنمِّريه ومترصدِّي الضحايا، في ''البال توك''، و''اليو تيوب''، و''الفيس بوك''، و''الماي سبيس''، بل.. وانتشرتْ الآن الجرائمُ الجديدة عن طريق أجهزة الهواتف المحمولة. أوصي بسرعة ترجمة الكتاب للعربية، فإن كتاباً كهذا سينقذ كثيرين من القـُصَّر والأطفال. قرأتُ الكتابَ بعد أن شغلني موضوعُ جرائم الإنترنت. بعد قراءتهِ.. انشغلتُ أكثر!

***

* أيها الأعزاء أسألكم: اقترحوا الوسائلَ التي تحدّ من انتشار جرائم الفضاءِ الرقمي، وأفيدوني رجاءً؟

***

* والمهم..

وينشأُ عصفورٌ يروقكَ ريشَهُ يغرِّدُ في عالي الغصونِ ويُصفرُ

فيلقاهُ صقرٌ ذو مخالب أجدلُ فيخـْطفهُ من قبـْلِ ما هو يـَشـْعـــــرُ

في أمان الله..









من هو الكاتب صاحب هذه الصورة ؟؟












تقبل الله صيامكم وقيامكم

موعدنا غداُ بأذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق